﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاُذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (٦٣)
٦٣ - ﴿وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ﴾ واذكروا إذ أخذنا ميثاقكم، وهو الميثاق المشار له بالآيتين (٨٣ - ٨٤) ﴿وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ شاهدا عليكم، وهو جبل طور سيناء الواقع جنوب شبه جزيرة سيناء بين ذراعي البحر الأحمر، ويدعى الآن جبل موسى، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ﴾ [التين ٩٥/ ١ - ٢]، ويقال: إن بني إسرائيل خيّموا على سفوحه قرابة عام كامل ﴿خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ﴾ أي تمسّكوا بالكتاب بجدّ وعزيمة ﴿وَاُذْكُرُوا ما فِيهِ﴾ احفظوا ما فيه واعملوا به ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ المعاصي وعواقبها السيئة، إذا أتبعتم القول بالعمل.
٦٥ - ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اِعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ﴾ فكان عليكم أن تعتبروا بهذه الحادثة وبعواقبها، وقد ورد تفصيل هذه الحادثة في آية [الأعراف ٧/ ١٦٣]، إذ كان المفروض أن يكرّس اليهود يوم السبت للعبادة والراحة والامتناع عن الأعمال الدنيوية، وكان هذا الأمر مشددا عندهم لدرجة أن كتبهم جعلت الموت عقاب المخالف، ولكن عندما شاع فيهم التفسخ الديني والاخلاقي انتهكوا شريعة السبت فصارت مدنهم تنشط باعمال الحرف والتجارة جهارا ﴿فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً﴾ قالوا إن التحول إلى قردة بالمعنى