للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (١٧٩).

وتتنبأ السورة بمعاناة المؤمنين من أذى أهل الكتاب والكفار، وتحضهم على الصبر والتقوى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (١٨٦)، وأن العبرة من العبادة تكمن في العمل والتضحية وليس فقط أداء الفرائض: ﴿فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ﴾ (١٩٥).

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

﴿الم﴾ (١)

١ - الله أعلم بمراده، انظر شرح الآية (١) في سورة البقرة.

﴿اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ (٢)

٢ - ﴿اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ﴾ تقرير لحقيقة التوحيد أي ليس في الوجود صاحب سلطة حقيقية إلاّ الله، ومن ثمّ لا مستحقّ للعبادة إلاّ هو، والعبادة هي الطاعة، فالمعنى لا مستحق للطاعة المطلقة إلاّ الله تعالى: ﴿الْحَيُّ﴾ مصدر الحياة والإحياء وذو الحياة الدائمة ﴿الْقَيُّومُ﴾ القائم بذاته والقيّم على كلّ المخلوقات.

﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ (٣)

٣ - ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ﴾ وهو القرآن الكريم نزّل على النبي ، ولفظ التنزيل بمعنى التكثير لأنّه نزّل بالتدريج نجوما متفرقة في ثلاث وعشرين سنة، ولا ينافي ذلك قوله تعالى ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ﴾ [الكهف

<<  <  ج: ص:  >  >>