للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أساس السنة الإلهية التي تمدّ المؤمنين بالفيض الروحاني، فالإيمان أولا ثم اللطف الإلهي،

﴿وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً﴾ (١٤)

١٤ - ﴿وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ﴾ شددنا عليها وقوّينا عزائمهم ﴿إِذْ قامُوا﴾ في مجتمعهم تجاه الطغاة والمصرّين على الكفر والانحراف عن رسالة عيسى المسيح ﴿فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً﴾ لا نعبد من دونه إلها آخر ﴿لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً﴾ لو فعلنا، لقلنا قولا خارجا عن حدود المعقول، مفرطا في البعد عن الحق،

﴿هؤُلاءِ قَوْمُنَا اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً﴾ (١٥)

١٥ - ﴿هؤُلاءِ قَوْمُنَا اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً﴾ إشارة إلى المسيحية التي ابتدعها بولس وانحرف بها عن ديانة المسيح، وزعم أن المسيح إله أو ابن الله ﴿لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ﴾ بحجّة واضحة الدلالة على دعواهم ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً﴾ بنسبة الشرك والشركاء إليه تعالى، أو نسبة الألوهية لغيره،

﴿وَإِذِ اِعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً﴾ (١٦)

١٦ - ﴿وَإِذِ اِعْتَزَلْتُمُوهُمْ﴾ اعتزلتم قومكم الكفار ﴿وَما يَعْبُدُونَ﴾ واعتزلتم ما يعبدون من دون الله ﴿إِلاَّ اللهَ﴾ وحده فلم تعتزلوه، ولم تعتزلوا عبادته، وكلّ ذلك قول الفتية بعضهم لبعض ﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ﴾ التجئوا إليه ﴿يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ﴾ يبسط لكم ويوسّع عليكم ﴿وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ﴾ الذي أنتم بصدده ﴿مِرفَقاً﴾ ترتفقون وتنتفعون به، من الرفق واللطف واليسر،

<<  <  ج: ص:  >  >>