القتال الدفاعي مأذون به بسبب أنّ المؤمنين ظلموا ولم يكونوا البادئين بالقتال ﴿وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ لتخليصهم من الاضطهاد، كما سوف يرد.
٤٠ - ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ بغير ما يوجب إخراجهم ﴿إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ﴾ المعنى أنّ المبرر الوحيد لإخراجهم من الديار لم يكن سوى إصرارهم على التوحيد ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ﴾ أي لمنع الاضهاد الديني ﴿لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ﴾ يعتكف فيها الزهّاد ﴿وَبِيَعٌ﴾ كنائس ﴿وَصَلَواتٌ﴾ معابد اليهود ﴿وَمَساجِدُ﴾ المسلمين ﴿يُذْكَرُ فِيهَا اِسْمُ اللهِ كَثِيراً﴾ من قبل الجميع ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ أي من ينصر دينه الحق، المشار إليهم في الآية التالية ﴿إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ لا يعجزه شيء.
وهكذا تبيّن الآيات (٣٨ - ٤١) أن المبرر الوحيد للقتال في الإسلام هو منع الاضطهاد الديني، ولمنع الفساد في الأرض، انظرآية [البقرة ٢٥١/ ٢].
٤١ - ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ بالسلطة ونفاذ الأمر ﴿أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ﴾ كمسلمين ﴿وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ المخوّلون بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر هم الفقهاء الحقيقيون، والعلماء المتبحّرون في القرآن والسنة الصحيحة منهم فقط، وليس لكل جاهل ودخيل أن يتنطّع لذلك ﴿وَلِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ مرجعها إلى حكمه تعالى وتقديره فقط.