للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتظاهر به اليهود دوما استدرارا لعطف الأمم ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ أي ذلك الذي تقدم من ضرب الذلة والمسكنة عليهم سببه كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء انظر شرح الآية (٢١) من هذه السورة، والآية (٦١) من سورة البقرة ﴿ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ﴾ تجرّؤوا على الكفر وقتل الأنبياء بسبب إصرارهم على المعاصي وتعديهم على حدود الشرع، حتى صار ذلك خلقا لهم وطبعا يتوارثونه.

﴿لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ (١١٣)

١١٣ - ﴿لَيْسُوا سَواءً﴾ ليس أهل الكتاب متساوين فيما ذكرته الآية عنهم من الأوصاف والأعمال القبيحة ﴿مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ﴾ منهم جماعة ثابتة على التمسك بحقيقة الدين، ولذلك دخلوا الإسلام ﴿يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ يدعون ربّهم ويقرّون بوحدانيته،

﴿يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصّالِحِينَ﴾ (١١٤)

١١٤ - ﴿يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ وهم الجماعة المشار إليها بالآية السابقة ﴿وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ أي بالتوحيد ونبوّة محمد ﴿وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ أي عن الشرك، وهم ذوو التفكير الموضوعي والعقول النيّرة، بعيدون عن التعصب الأعمى ﴿وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ﴾ يبادرون إلى أعمال الخير قبل فوات الأوان ﴿وَأُولئِكَ مِنَ الصّالِحِينَ﴾.

﴿وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ (١١٥)

١١٥ - ﴿وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ﴾ مما هو مذكور أعلاه ﴿فَلَنْ يُكْفَرُوهُ﴾ لن يحرموا ثوابه ﴿وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ فيثيبهم بحسب أعمالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>