اليهود والنصارى نزل عليهم التوراة والإنجيل فآمنوا بالقسم القليل منهما وشوّهوا الباقي بحسب هواهم، ثم لمّا نزل القرآن عموا عنه وحاولوا تمزيق معانيه: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ التعضية: التفرقة والتجزئة، وفي الحديث:
"لا تعضية في ميراث إلاّ فيما احتمل القسمة"، و ﴿الْمُقْتَسِمِينَ﴾ أيضا يأخذون من القرآن ما يناسب آراءهم ويتركون ما يناقض أهواءهم، فبذلك يقطّعون القرآن الكريم إربا، عمدا أو سهوا، بسبب نظرتهم الجزئية إليه آية آية، فتضيع عليهم معانيه لافتقادهم النظرة الشمولية التي بدونها يعجزون عن فهم القرآن، وفي ذلك أيضا إشارة إلى الذين يتعمّدون تعضيته من المستشرقين والمغرضين لقوله تعالى في الآية (١٢): ﴿كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾،
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (٩٢)
٩٢ - ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ جميع هذه الأصناف من المقتسمين المذكورة آنفا، سوف يكونون في موقع المسؤولية،
﴿عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (٩٣)
٩٣ - ﴿عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ لأنهم في موقع المسؤولية بعد أن بلغتهم الرسالة،