٧٩ - ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ﴾ أيها النبي، وأيها المسلم، وأيها الداعية، دعهم وشأنهم وما يختارون لأنفسهم، ولو شاء ربّك لجعل الناس أمّة واحدة ﴿إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ فلا تبال بغيرك إن أصرّ على الضلال، وما عليك سوى البلاغ، أما الهداية فهي على الله.
٨٠ - ﴿إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى﴾ الآية تشبّه بني إسرائيل بالموتى لأنهم موتى القلوب، أو موتى العقول ﴿وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ﴾ يستحيل أن يسمعوا دعوتك إذا أصرّوا على ما هم فيه من التشنج والتقليد ﴿إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾ وأداروا ظهورهم لك، فالله تعالى يهدي من يشاء الهداية، انظر [البقرة ٦/ ٢].
٨١ - ﴿وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ﴾ عمي البصيرة من بني إسرائيل وغيرهم ﴿عَنْ ضَلالَتِهِمْ﴾ لظنّهم أنهم على الحق ﴿إِنْ تُسْمِعُ إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا﴾ من لديه استعداد للإيمان، فيسمع سماعا يجديه نفعا ﴿فَهُمْ مُسْلِمُونَ﴾ منقادون مذعنون مسلمون وجوههم لله تعالى.
٨٢ - ﴿وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ﴾ على المصرّين على الكفر، المذكورين آنفا، من بني إسرائيل خاصة وغيرهم من الناس عامة، تصبح الحقيقة واضحة لهم تمام الوضوح، خلافا لكل توقعاتهم ولكن بعد فوات الأوان، إذ تقع الساعة، ويفوت أوان التوبة، وينفذ القضاء ﴿أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾ دابّة الأرض كناية عن انهماكهم في دنيا المادة التي أفنوا أعمارهم في الجري وراءها، فهي تكلّمهم بمادية الحياة الدنيا التي يدفعون ثمنها في آخرتهم، بعد أن