﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ﴾ أيها النبي ﴿فِي النِّساءِ﴾ أي في شؤون النساء كأحكام الزواج والميراث ويتامى النساء وغير ذلك من أحوالهنّ ﴿قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾ فهو تعالى مصدر التشريع ﴿وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ﴾ أي إن الفتوى هي ما يتلى عليكم في القرآن، كما ورد في أول هذه السورة عن أحكام اليتامى وتعدد الزوجات ومواريث النساء، وكما سيرد في هذه الآية والآيات التي تليها عن يتامى النساء والولدان، والنشوز، والعدل بين الزوجات، وشروط الفرقة بين الزوجين: ﴿فِي يَتامَى النِّساءِ﴾ المستضعفات ﴿اللاّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ﴾ أي لا تعطونهنّ استحقاقهنّ من الميراث أو الصداق لأنهنّ تحت كفالتكم وسيطرتكم وليس من مدافع عنهنّ ﴿وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾ تحتمل معنيين:
ترغبون في نكاحهنّ كونهنّ جميلات، فتستولون على حقوقهنّ وتغبنونهنّ في المهر، أو: ترغبون عن نكاحهنّ كونهنّ دميمات، وفي نفس الوقت تطمعون في أموالهنّ.
﴿وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ﴾ أي ويفتيكم تعالى أيضا في أحوال المستضعفين من الولدان الذين بكفالتكم أو تحت إشرافكم ﴿وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ﴾ ويفتيكم أن تكونوا عادلين في تعاملكم مع النساء والولدان المستضعفين فلا تطمعوا بأموالهم ﴿وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِهِ عَلِيماً﴾ ما تفعلوا من خير في تعاملكم مع المستضعفين من النساء والولدان، فالله تعالى يعلمه ويثيبكم عليه، ولا يضيع من أجوركم عنده شيء.