من معاني الكفر والضلال والإضلال والزيف والنفاق والأخلاق والصفات الذميمة الخبيثة ﴿كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ ضارة لا يطيب لها ثمر ﴿اُجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ﴾ استؤصلت من سطح الأرض والمعنى أن تأثيرها مؤقت لأن الباطل إلى زوال ﴿ما لَها مِنْ قَرارٍ﴾ ما لها من ثبات كما هو الزيف والضلال، وقد تكون براقة خلابة تجذب إليها مؤقتا ولكنها سامة وعاقبتها إلى الزوال، كما أن الكافر والخبيث لا يصعد له عمل ولا يتقبّل منه شيء راجع الآية (١٨).
٢٧ - ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ﴾ يثبتهم بالكلمة الطيبة المشار لها والتي تمكنت في قلوبهم وثبتت لديهم بالحجة والبرهان واطمأنت وارتاحت إليها نفوسهم فلا ينهارون أمام الفتن والاضطهاد والإغراء ﴿فِي الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ يثبتهم طيلة مكثهم في الحياة الدنيا ﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ ويثبتهم أيضا في الآخرة في مواقف الهول يوم القيامة ﴿وَيُضِلُّ اللهُ الظّالِمِينَ﴾ بحسب إرادتهم واختيارهم الناشيء عن سوء استعدادهم فيتركهم وشأنهم، وهم الكفرة الذين ظلموا أنفسهم بالكفر وإفساد الفطرة السليمة وبتقليد كبارهم وشيوخهم والإعراض عن الحجة السليمة والبينات الواضحة ﴿وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ﴾ مما تقتضيه الحكمة العلوية في تدبير شؤون العباد.
٢٨ - ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ أيها المؤمن أو أيها العاقل ﴿إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً﴾ وهم أصحاب الكلمة الخبيثة المشار لها آنفا، لأن الله تعالى أنعم عليهم ببعث الرسول ونزول القرآن فاختاروا الكفر على الإيمان ﴿وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ﴾ بأن صدّوا ضعاف العقول عن الإيمان ودعوهم إلى الكفر، ودار البوار أي الهلاك وهي جهنم كما سيرد في الآية التالية.