للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: ٨/ ٦٠]، ﴿إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فهو قدير على نصركم لو ثبّتم وأطعتم أمر الرسول ، وقدير على التخلية وترككم لنتيجة أعمالكم لأن العقوبات آثار طبيعية للأعمال.

﴿وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ اِلْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (١٦٦)

١٦٦ - ﴿وَما أَصابَكُمْ﴾ من القتل ﴿يَوْمَ اِلْتَقَى الْجَمْعانِ﴾ يوم أحد ﴿فَبِإِذْنِ اللهِ﴾ وهو إرادته الأزلية وقضاؤه السابق بأن تكون السنن العامة في الأسباب والنتائج مطّردة، فكل عسكر لا يتخذ الأسباب الدنيوية ويخطئ الرأي ويعصى القيادة ويخلي بين العدو وظهره يصيبه ما أصابكم أو أشد ﴿وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي ليظهر علمه تعالى بذلك، ولكي يتم فرزهم أمام أنفسهم وأمام الناس فيعلموا قوة إيمانهم من ضعفه ويمتازوا عن المنافقين، وليستفيدوا من نتيجة المصيبة.

فالآية تشرح سبب المصيبة بقوله تعالى: ﴿فَبِإِذْنِ اللهِ﴾ وتبيّن الحكمة منها بقوله: ﴿وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ اِدْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ﴾ (١٦٧)

١٦٧ - ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا﴾ تتمة الخطاب من الآية السابقة، أي ليظهر علمه تعالى بنفاقهم ويتم فرزهم أمام الناس، ويلاحظ أنه تعالى لم يقل: المنافقين، بل قال الذين نافقوا، أي بدر منهم النفاق، ويحتمل أن النفاق لم يكن راسخا فيهم أو في كامل المجموعة منهم، فمنهم من تاب بعد ذلك وصدق في إيمانه ﴿وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ أي قاتلوا دفاعا عن الدين والحق والمسلمين وابتغاء مرضاة الله ﴿أَوِ اِدْفَعُوا﴾ ادفعوا الضرر عن أنفسكم وأهليكم وأموالكم ومدينتكم، يعني كونوا إما أهل دين، أو أهل دنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>