تصف سورة الفجر المتقدمة حالة الإنسان النفسية في حالتي ابتلائه بالنعم أو بالمصائب، ففي الحالة الأولى ينتابه الغرور وينسب النعم بالكلية إلى حذاقته وجدارته الطبيعية بها: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا اِبْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ [الفجر ١٥/ ٨٩]، وفي الحالة الثانية يقنط ويميل إلى الجحود والنكران:
﴿وَأَمّا إِذا مَا اِبْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ﴾ [الفجر ١٦/ ٨٩]، ثم توضح هذه السورة أن الإنسان معرض للابتلاء على الدوام: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ﴾ [البلد ٤/ ٩٠].
[محور السورة]
أن الدنيا ليست دار سعادة بالمعنى المطلق فالإنسان مضطر للكفاح والعمل الشاق وهو معرض دوما للابتلاء: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ﴾ [٤/ ٩٠]، والإنسان الغافل يلهث وراء هواه معتمدا على حوله وقوته: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً﴾ [٦/ ٩٠]، متوهّما أن ليس من مسؤولية وحساب: ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ﴾