للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأطلقوا عليها اسم العهد القديم، ومن ضمنها ما يزعمون أنه التوراة، بعد أن درسوا ما فيها أي تعلّموه ثم درسوه أي محوه (الآية: ١٦٩)، ﴿فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ﴾ عقابا لهم، والرجز هو العذاب، وهو التشريد والتقتيل والاضطهاد الذي لحق بهم على مر العصور انظر [المائدة ٣٣/ ٥]، ﴿بِما كانُوا يَظْلِمُونَ﴾ أي بسبب ظلمهم، لأنه تعالى شرّفهم بحمل الرسالة الإلهية فطغوا وتجبّروا.

﴿وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ (١٦٣)

١٦٣ - ﴿وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ والخطاب للنبي ، أي واسأل اليهود المعاصرين لك سؤال تقريع وتقرير أنّه سبق لأجدادهم تجاوز شريعتهم، وهم قد درجوا على طريقة أسلافهم في المعصية، والقرية حاضرة البحر بمعنى الواقعة على شاطئه، وقيل إنها أيلة - العقبة اليوم - أو طبريّة ﴿إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ﴾ يعتدون أيام السبت بالقيام بصيد الأسماك، وكانت الشريعة الموسوية متشددة في تحريم العمل يوم السبت ﴿إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً﴾ الحيتان هي الأسماك، كبيرة كانت أم صغيرة، وأكثر ما تستعمل العرب الحوت في معنى السمكة، ويبدو أن الأسماك اعتادت ألاّ يتعرض أحد لصيدها أيام السبت فأمنت وصارت تبدو فيها بشكل ظاهر، فلمّا رأوا ظهورها وكثرتها أيام السبت أغراهم ذلك بصيدها ﴿وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ﴾ لا تأتيهم يوم ينتهكون حرمة السبت ﴿كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ﴾ نختبرهم لتظهر معصيتهم ظهور فعل ﴿بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ كي يكون الجزاء مترتّبا على ظهور معصيتهم وأفعالهم.

﴿وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>