﴿مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾ من أعدائهم ﴿يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾ من الأوهام والزعامات ومادة الدنيا ﴿وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ الخارجون عن الحدود، والآية تفيد القاعدة العامة من سنته تعالى في الخلق في نشوء الأمم وانحطاطها بحسب استجابتها للرسالة الإلهية.
٥٦ - ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ﴾ تأكيدا على الإيثار ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ في كل ما أمركم ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ بالأوامر الثلاثة المتقدّمة.
٥٧ - ﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وأصرّوا على الكفر ﴿مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ﴾ لا يعجزون الله هربا ﴿وَمَأْواهُمُ النّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ الذي قدّموه لأنفسهم، حتى لو فاتهم عذاب الدنيا.
٥٨ - بعد أن بيّنت الآيات (٥٤ - ٥٧) واجبات المسلمين في الطاعة وشروط استخلافهم في الأرض، وكانت الآيات (١ - ٣٤) قد بيّنت وجوب احترام خصوصية المنازل وغض البصر وتسهيل زواج العزّاب، يعود الخطاب بالآيات (٥٨ - ٦٠) لبيان احترام خصوصية الأفراد في أوقات الراحة:
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ﴾ أي في الدخول عليكم، والمقصود بهم العبيد والإماء، الكبار والصغار منهم ﴿وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ﴾ من الأطفال، سواء كانوا من الأقرباء أم لا ﴿ثَلاثَ مَرّاتٍ﴾ في اليوم والليلة ﴿مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ﴾ المرة الأولى ﴿وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ﴾ حين تخلعون ثيابكم وقت القيلولة ﴿وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ﴾ ليلا