٣٢ - ﴿الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ في حالة من الطهارة الروحية الداخلية ﴿يَقُولُونَ﴾ لهم وقت خروجهم من الدنيا ودخولهم عالم الغيب ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمْ﴾ انعموا بالسلام، لا خوف عليكم في الآخرة، ولا أنتم تحزنون على فراق الدنيا ﴿اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من الخير في دنياكم، لأن العبرة بالعمل وليست العبرة بالأقوال والتمنّي،
٣٣ - بعد أن أوضحت الآيات (٣٠ - ٣٢) مآل المتّقين الطيبين بعد الوفاة، يعود الخطاب لبيان أحوال الكفار المشار إليهم بالآيات (٢٤ - ٢٩):
﴿هَلْ يَنْظُرُونَ﴾ ينتظرون ﴿إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ﴾ ملائكة الموت فيفوت أوان التوبة ﴿أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ﴾ فيحين قضاؤه المشار إليه بالآية (١)، والمغزى أنّ الأجل أقرب بعيد، فالواجب الإفاقة من الغفلة قبل الفوت ﴿كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ من المعاندين المنكرين، أصرّوا على الغفلة والتشنّج حتى جاءتهم ملائكة الموت ﴿وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ﴾ لأن العاقبة مترتبة على العدل، انظر الآية (٢٨)، ﴿وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ بالعناد والاستكبار والجحود والنكران،
﴿فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ (٣٤)
٣٤ - ﴿فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا﴾ انعكس عملهم السيئ عليهم سلبا فدمّر إمكاناتهم الروحية والأخلاقية حتى انتهى بهم إلى عذاب الآخرة ﴿وَحاقَ بِهِمْ﴾ أحاط بهم ﴿ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ﴾ من الرسالات السماوية والوحي،