للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحياة الدنيا ﴿أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ﴾ يخزي جماعة أخرى منهم فلا يحققوا هدفهم، ويتوب على جماعة، ويعذب جماعة، كما سيرد في الآية التالية:

﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ﴾ (١٢٨)

١٢٨ - ﴿لَيْسَ لَكَ﴾ أيها النبي ﴿مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ بل الأمر كله الله ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ إن أسلموا ﴿أَوْ يُعَذِّبَهُمْ﴾ إن أصرّوا على الكفر ﴿فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ﴾ مستحقّون للعقاب، وجملة ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ معترضة بين الآية السابقة وتتمة هذه الآية، والمعنى: ليقطع طرفا من الذين كفروا، أو يكبتهم فينقلبوا خائبين، أو يتوب عليهم، أو يعذبهم فإنهم ظالمون، ليس لك من الأمر شيء أيها النبي، إنما أنت عبد مبعوث لإنذارهم ومجاهدتهم، ولا يعرف العبد من أسرار الحكمة والخطة الإلهية إلا أقل القليل في أحسن الأحوال، فكل الأمور تسير وفق التدبير الإلهي المحكم، وقيل إن النبي لما كسرت سنّه وشجّ رأسه وسال الدم على وجهه يوم أحد دعا على المشركين أو همّ بأن يدعو عليهم، فنزلت الآية.

﴿وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (١٢٩)

١٢٩ - ﴿وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ﴾ المعنى ليس لك أيها النبي من الأمر شيء، وإنما لله ما في السماوات وما في الأرض يحكم فيهما ما يشاء ﴿وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ غفور يستر ذنوب من أحب أن يستر عليه عيوبه، ورحيم في الإمهال وعدم تعجيل العقوبة.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاِتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (١٣٠)

١٣٠ - ورد في تفسير المنار شرح لترتيب الآيات كما يلي: بعد أن نهى تعالى المؤمنين عن اتخاذ بطانة لهم من اليهود وأمثالهم، وبيّن لهم كيف يتّقون شرور عدوّهم بالصبر وتقوى الله، وذكّرهم بما يدل على تحقق ذلك إيجابا وسلبا

<<  <  ج: ص:  >  >>