٤ - ﴿وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ﴾ الرسول منهم أي من جنسهم من البشر، أو أمّي كما كانت قريش، فكيف يمكن أن يكون نبيا بزعمهم؟ وهذه العقلية غير مقتصرة على قريش بل سائدة في كل عصر لدى الكثير من الناس ﴿وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ﴾ نسبوا إعجاز القرآن إلى السحر ﴿كَذّابٌ﴾ بزعمهم؛ إذ ينسب القرآن إلى الله تعالى.
﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ﴾ (٥)
٥ - ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً﴾ أي وماذا عن سلطانهم وجبروتهم الذي يظنّون؟ إذ يعتقدون أنفسهم أنصاف آلهة يتصرّفون في الدنيا على هواهم ﴿إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ﴾ بزعمهم، أن تنسب المقادير إلى الله تعالى وحده.
٦ - ﴿وَاِنْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ﴾ الملأ كبار القوم الذين إذا حضروا المجالس تمتلئ القلوب والعيون من مهابتهم ﴿أَنِ اِمْشُوا﴾ يحضّون الأتباع على البقاء على دينهم ﴿وَاِصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ﴾ اثبتوا على عبادتها ﴿إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ﴾ يراد بنا من نوائب الدهر فلا بد من الصبر عليه.