للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠١ - ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً﴾ يطلبون الدنيا ولا ينسون الآخرة ﴿وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ أي احفظنا من الشهوات والذنوب المؤدية إلى النار.

﴿أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ﴾ (٢٠٢)

٢٠٢ - ﴿أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمّا كَسَبُوا﴾ وليس ممّا طلبوا بالضرورة - في الدعاء السابق - والمعنى أنهم ما داموا يطلبون الدنيا بواسطة الأسباب والسنن الكونية والسعي في الرزق، كما يسعون للآخرة سعيها بالعبادات والتقوى، فلهم نصيب من كسبهم في الدنيا والآخرة ﴿وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ﴾ يوشك أن يقيم القيامة ويحاسب العباد، وقد يرى الإنسان عاقبة عمله في الدنيا، وإن لم يكن فالآخرة قريبة لأنّ الحياة قصيرة الأمد، فسرعان ما ينقضي الأجل ويحين وقت الحساب.

﴿وَاُذْكُرُوا اللهَ فِي أَيّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اِتَّقى وَاِتَّقُوا اللهَ وَاِعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ (٢٠٣)

٢٠٣ - ﴿وَاُذْكُرُوا اللهَ فِي أَيّامٍ مَعْدُوداتٍ﴾ هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر أي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ لا فرق أن ينفر الحاج من منى بعد يومين أو ثلاثة أيام من يوم النحر ليكون رحيل الحجاج وتخفيف الازدحام على مراحل ﴿لِمَنِ اِتَّقى﴾ المهم أن يكون من المتقين، قال تعالى ﴿إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة ٥/ ٢٧]، ﴿وَاِتَّقُوا اللهَ﴾ بعد الحجّ ﴿وَاِعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ المعنى أن المصرّ على الذنب لا ينفعه حجّه، وإن كان قد أدّى الفرض ظاهريا، ولعلّ هذه هي العلاقة بين هذه الآية والتي تليها.

﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ (٢٠٤)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>