للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (٢١/ ٣٢)، وأنّ القرآن الكريم استمرار لما سبقه من الوحي كتوراة موسى التي اختلف اليهود عليها وتلاعبوا بها حتى أنكر فريق منهم الآخرة: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ (٢٥/ ٣٢).

ثم تنتقل سورة الأحزاب المدنية إلى بحث مواضيع حياتية وممارسات مهمة في حياة الأمة الإسلامية، وهنالك أيضا اتصال مباشر بين آخرآية من سورة السجدة: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَاِنْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ﴾ [السجدة ٣٠/ ٣٢]، وافتتاح سورة الأحزاب بقوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً﴾ [الأحزاب ١/ ٣٣].

[الخلفية التاريخية للآيات (٩ - ٢٧)]

بعد هزيمة مشركي قريش في وقعة بدر في رمضان من العام ٢ هجرية تتابعت الأحداث سراعا، فكانت وقعة أحد في شهر شوال من العام ٣ للهجرة عندما عادت قريش تحاول الانتقام لهزيمتها، ومع أن المسلمين تحملوا خسائر كبيرة في أحد إلا أن المدينة نجت وفشلت قريش في تحقيق هدفها وعادت إلى مكة خائبة، ثم استمر التآمر بين مشركي مكة، ويهود بني النضير الذين طردهم المسلمون من المدينة (راجع سورة الحشر)، ويهود بني قريظة في المدينة، ومنافقي المدينة بقيادة عبد الله بن أبيّ، وعرب الجزيرة من قبيلة غطفان، إذ جمعت بينهم رابطة مشتركة وهي كراهيتهم للإسلام والمسلمين، فكان أن حشدت الجاهلية قواها في حوالي ١٠٠٠٠ - ١٢٠٠٠ مقاتل، وعادت لحصار المدينة في شهر ذي القعدة من العام ٥ للهجرة، وهو الحصار المشار إليه في آيات سورة الأحزاب (٩ - ٢٧) وانتهى بفشل ذريع للمشركين بعد أنّ استمر أسبوعين من الزمن، وقيل بل استمر ٢٧ يوما بعد أن تسبب في محنة ومعاناة كبيرتين للمسلمين المدافعين عن المدينة ليس في محاولة صدهم العدو الخارجي فقط، بل في تآمر المنافقين ويهود بني قريظة بين ظهرانيهم، وقد فاجأ المسلمون المشركين بخطة

<<  <  ج: ص:  >  >>