للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أنواع السحر، ولم تأت الآية على ذكر الإنجيل، لأن عيسى كان مبعوثا إلى بني إسرائيل خاصة.

﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ (٥٠)

٥٠ - ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ﴾ أيها النبي، بعد كل هذه الحجج ﴿فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ﴾ الزائغة ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَواهُ﴾ يتخبط فيه ﴿بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ﴾ لأنه لا هدي إلا هدي الله ﴿إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ الذين يظلمون أنفسهم باتباع أهوائهم، تعنتا وتكبّرا وعنادا.

﴿وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ (٥١)

٥١ - تأكد الآيات (٥١ - ٥٦) على أن الوحي الإلهي لم ينقطع عن البشرية:

﴿وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ أي إن الوحي نزل متواصلا عليهم وعلى من قبلهم من الأمم، كما أن القرآن نزل منجّما على مدة البعثة النبوية، لعله يكون عظة لهم في ذلك.

﴿الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ (٥٢)

٥٢ - ﴿الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ﴾ وهم اليهود والنصارى، أوتوا التوراة ﴿مِنْ قَبْلِهِ﴾ من قبل القرآن ﴿هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ يؤمنون بالقرآن، وقد دخل الكثير منهم في الإسلام زمن البعثة النبوية وبعدها.

﴿وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنّا كُنّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ﴾ (٥٣)

٥٣ - ﴿وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ﴾ القرآن الذي ختمت به الرسالات السماوية ﴿قالُوا آمَنّا بِهِ﴾ بأنه وحي منزل ﴿إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا﴾ كنا نعرف حقيقته ﴿إِنّا كُنّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ﴾ مذعنين مستسلمين لله تعالى، فجاءنا القرآن الكريم مطابقا للفطرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>