للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سورة إبراهيم حمده لله أن وهبه على الكبر إسماعيل وإسحاق: ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ﴾ (٣٩/ ١٤)، وفي سور الحجر بشارة الملائكة له بإسحاق: ﴿قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ (٥٤/ ١٥)،

[محور السورة]

إنّ الله تعالى لا يترك المجتمعات البشرية تائهة بلا بعث الرسل إليها: ﴿وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ﴾ (٤)، حتى اكتملت الرسالات السماوية بنزول القرآن الكريم للعالمين: ﴿إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ﴾ (٩)، ولكن المصريّن على الكفر لا يستفيدون من الهدي الإلهي حتى لو فتحت لهم حجب الغيب: ﴿وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ﴾ (١٤ - ١٥)،

وإن وساوس الشيطان تمكّن الإنسان من ممارسة الخيار الأخلاقي بين الخير والشر، والإيمان والكفر، بلا إكراه: ﴿إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاّ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ﴾ (٤٢)، سوى أنّ عقاب الغاوين قد ينزل بهم في الدنيا قبل الآخرة: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ﴾ (٧٢ - ٧٣)، ما يدل أنّ خلق السماوات والأرض ليس عبثا: ﴿وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ (٨٥)، ما هو واضح في القرآن الكريم: ﴿وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ (٨٧)، لكنّ جهود الجاهدين في تعضية القرآن الكريم تذهب بهم بعيدا في الضلال: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ * فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (٩١ - ٩٣)،

وتضرب السورة مثلا جانبا من قصص إبراهيم ولوط، وقوم شعيب أصحاب الأيكة، وقوم ثمود أصحاب الحجر، وبعض العبر المترتبة منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>