بأنفسهم لاختلاط الأمور عليهم وعدم تفريقهم بين حقيقة الوحي وبين الوهم والسحر، والنتيجة أنه لتشبث عقولهم بما هي عليه من الضلال لا ينفعهم شيء حتى لو انكشفت حجب الغيب لهم، لذا تشير الآيات التالية إلى بعض معجزات الكون كبرهان من براهين وجود الخالق ومقدرته، ما يجب التفكر بها، ما هم عنها عمون.
١٦ - ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنّاها لِلنّاظِرِينَ﴾ وفي ذلك من الإعجاز الهائل والآيات ما هو أكثر من كاف لغير المكابرين المجرمين المشار إليهم بالآية (١٢)،
﴿وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ﴾ (١٧)
١٧ - ﴿وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ﴾ شياطين الإنس والجن الذين يحاولون الرجم بالغيب عن طريق التنجيم ما يحرمه الإسلام قطعيا،
١٨ - ﴿إِلاّ مَنِ اِسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ﴾ بمعنى أن كل محاولة شيطانية للرجم بالغيب ومعرفة المستقبل بطرق ملتوية تعود على صاحبها بأسوأ العواقب.
١٩ - ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ﴾ ما فيه مزيد من دلائل القدرة الإلهية في خلق متجدد وبيئة طبيعية متوازنة يخل بها الإنسان في تخريبه المستمر لها باسم الحضارة، انظر سورة التكاثر،
٢٠ - ﴿وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ﴾ جميع الحيوانات والنباتات ما لا يرزقها الإنسان وإنما يرزقها الله وحده، في دليل قاطع أن جميع المخلوقات بمن فيها الإنسان نفسه معتمدة على الرزق الإلهي فقط دون غيره،