للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٢ - ﴿كَلاّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ﴾ المغزى؛ إنّ القيم الزائفة سوف تخذلهم، كما إن إمكاناتهم المادية لن تدوم ﴿وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ معتقداتهم الباطلة سوف تكون وبالا عليهم.

﴿أَلَمْ تَرَ أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ (٨٣)

٨٣ - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ﴾ المصرّين على الكفر ﴿تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ تحثهم على المعاصي، لأن حكمته تعالى في الخليقة اقتضت أن تكون الدنيا مسرحا لصراع الحق والباطل، وأن يكون للمرء مطلق الحرية في قبول الحق أو اتّباع الباطل، باستخدام مداركه العقلية التي كرّمه بها الله تعالى، انظرآية [الإسراء ٧٠/ ١٧]، ولو شاءتعالى لجعل الناس أمّة واحدة على الهدى، لكن ذلك ينافي الحكمة من التكليف، انظرآية [هود ١١٨/ ١١]، والشياطين ليس لها من سلطة حقيقية إلاّ على من يستجيب لها، انظرآية [إبراهيم ٢٢/ ١٤].

﴿فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾ (٨٤)

٨٤ - ﴿فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ﴾ أيها المؤمن، ولا تغتر بما هم عليه من دنياهم، فذلك ليس بدائم ﴿إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾ حتى يحين موعد حسابهم.

﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً﴾ (٨٥)

٨٥ - ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً﴾ وفودا مكرمة.

﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً﴾ (٨٦)

٨٦ - ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً﴾ كما لو كانوا قطعانا عطاشا يردون البئر.

﴿لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاّ مَنِ اِتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً﴾ (٨٧)

٨٧ - ﴿لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاّ مَنِ اِتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً﴾ المغزى أنّ الحجّة قائمة على كل من وهب نعمة العقل أن يفهم السنن الكونية ويتفكّر في هدي الرسل، انظر شرح آية [البقرة ٢٧/ ٢]، والشفاعة تكون للمرتضى والتائب.

<<  <  ج: ص:  >  >>