للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنّاسِ أَمْثالَهُمْ﴾ (٣)

﴿وعندما يبدأ الكفار الحرب بغرض الصدّ عن سبيل الله (الآية ١) يصبح من واجب المؤمنين الدفاع عن أنفسهم بغرض إنهاء الحرب، أي حتى تضع الحرب أوزارها، والشريعة تسمح لهم بأخذ الأسرى بعد إضعاف العدو ثم تحريرهم بعد ذلك أو أخذ الفدية عنهم، والمغزى من تضحيات المؤمنين أنه تعالى يختبر العباد بظهور أفعالهم إلى حيّز العلن، وبالتالي لا تذهب تضحيات الشهداء سدى: ﴿فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً حَتّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ﴾ (٤)

فتنعم أرواح الشهداء بالسلام وينالون ثواب أعمالهم: ﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ﴾ (٥ - ٦)

وينصر تعالى المؤمنين إن كانت مجتمعاتهم قائمة على الإسلام: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ﴾ (٧)، أنظر أيضا آية [النور ٥٥/ ٢٤].

في حين تنتظر الكفار التعاسة وتذهب أعمالهم - الحسنة - سدى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ﴾ (٨)

والسبب أنهم كرهوا القيم والالتزام وأشركوا وأنكروا المسؤولية تجاه الخالق مما جرّد أعمالهم من كل قيمة أخلاقية: ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٩)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>