٤٨ - ﴿وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا﴾ لا يفوت منهم أحد ﴿لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً﴾ وهذا القول للكفار الذين في حياتهم أنكروا حقيقة الآخرة،
﴿وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ (٤٩)
٤٩ - ﴿وَوُضِعَ الْكِتابُ﴾ كتاب الأعمال ﴿فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ﴾ خائفين ﴿مِمّا فِيهِ﴾ من الجرائم والذنوب ﴿وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا﴾ يا هلاكنا، أي يتمنّون الهلاك ﴿مالِ هذَا الْكِتابِ﴾ سجلّ الأعمال ﴿لا يُغادِرُ﴾ لا يترك ﴿صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً﴾ من الذنوب ﴿إِلاّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا﴾ في دنياهم ﴿حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ لأن الجزاء من جنس العمل، ومترتّب عليه،
٥٠ - عودة الخطاب لقصة الخليقة الرمزية، ومعصية إبليس، مرتبط بما قبله، باعتبار المجرمين المشار إليهم آنفا قد مارسوا الخيار الأخلاقي الخاطئ في دنياهم:
﴿وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَمَ﴾ سجود تكريم، لما حباه الله من الفكر المجرّد ﴿فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ كناية عن عناصر الشر التي سوف يكابدها الإنسان في الدنيا ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً﴾ أي بدلا من الخيار الأخلاقي الصحيح الواجب اتّباعه،