للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ (١٦٥)

١٦٥ - ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ﴾ مبشّرين الناس بالنعيم المقيم في الحياة الآخرة لمن آمن منهم وعمل صالحا، ومنذرين الكفار والمجرمين بعذاب الآخرة ﴿لِئَلاّ يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ كي لا يدّعوا الجهل أو يقولوا إنهم كفروا لعدم وجود من ينقذهم من غفلتهم عن التفكر في الآيات الكونية والدلائل المؤدية للهداية، أو يدّعوا الانحراف عن الفطرة تقليدا لآبائهم ﴿وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ عزيزا في تطبيق أحكامه، حكمته بيّنة في الخلق.

﴿لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً﴾ (١٦٦)

١٦٦ - ﴿لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ﴾ إن كان الكفار بعد كل هذه الدلائل المتقدمة لا يشهدون بما أنزل إليك من الوحي ولا يؤمنون به، فإن الله تعالى شاهد على ذلك، وشهادته تعالى من حيث إن القرآن عجز عن معارضته الأولون والآخرون بما تضمنه من الحكمة والبلاغة وعلوم الغيب والكون وعلوم الأنبياء والرسل، وكون الآيات والسور محكمة النظم مع أنها نزلت على مدى (٢٣) عاما بترتيب مختلف عن ترتيب المصحف ﴿أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ متضمنا من علمه ومن حكمته تعالى: ﴿وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾ بنزول الوحي الذي حملوه إلى الرسل ﴿وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً﴾ فأي شهادة أعظم مما ذكر، ونظيره قوله تعالى:

﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ٣/ ١٨].

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً﴾ (١٦٧)

١٦٧ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وأصرّوا على كفرهم، واستغرقوا فيه، وماتوا عليه ﴿وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ صدّوا عن الإيمان ببعثة النبي ، وجحدوا بها

<<  <  ج: ص:  >  >>