للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢/ ٦٤]، كما خلقه في أحسن تقويم: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ [٣/ ٦٤]، وبعث له الرسل بالبيّنات: ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ﴾ [٦/ ٦٤]، فاقتضى أن يكتمل مغزى الخلق يوم القيامة يوم يجمع الناس ليوم التغابن فيخسر الكفار أنفسهم ويربح المؤمنون: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ﴾ [٩/ ٦٤]، أما الدنيا فهي دار ابتلاء للمؤمن والكافر معا، سوى أن قلب المؤمن يكون مطمئنّا على الدوام لا تفتنه مشاغل الدنيا: ﴿ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [١١/ ٦٤]،

[النظم في السورة]

﴿التسبيح تنزيه الله تعالى وتبعيده عن كل ما لا يليق به، وكل ما في السماوات وما في الأرض يسبح الله تعالى على الدوام، فله الحمد على نعمائه، يفعل ما يشاء بقدر ما يشاء: ﴿يُسَبِّحُ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (١)

كرّم الناس بحرية الخيار، فكان منهم الكافر ومنهم المؤمن: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (٢)

والخلق لم يكن عبثا: ﴿خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ خلق الناس في أحسن تقويم، ووهبهم نعمة العقل، ثم إليه يكون المعاد والحساب: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ (٣)

لا يخفى عليه من عباده شيء: ﴿يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ﴾ (٤)،

وأنّ العاقل يعتبر بعاقبة من سبق من الأمم الكافرة، لأنّ سنّته تعالى في الخلق لا تتغير فيمن يرفض الهدي الإلهي والمسؤولية الأخلاقية، فتلك الأمم ذاقت

<<  <  ج: ص:  >  >>