(سفر يشوع ٢/ ٤٢، ٨/ ٢٤ - ٢٦، ١٠/ ٢٨ - ٣٨، ١١/ ١١، ٢٤/ ٩ - ١١)، (سفر الملوك الثاني ٣/ ٢٥)، (سفر التثنية ٢/ ٣٣، ٣/ ٣ - ٦، ٧/ ١، ٢٢، ١٩/ ٢٥)، (سفر صموئيل ١٥/ ٣)، ولعل عبودية التسخير التي عاشوها تحت الفراعنة قرابة أربع مئة عام، وشعور الضعف ومعاناة التخلف والقهر، كل ذلك ترك في نفوسهم عقدة التذبيح والتقتيل والغدر بالآخرين ونكران الجميل، ولم ينفعهم نزول الرسالة السماوية عليهم، ولا شك أنّ هذه النفسية القبيحة استمرت في ذريتهم إلى يومنا هذا، ممّا يفسّر سبب تركيز الكثير من آيات القرآن الكريم عليهم ﴿بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ بسبب فسوقهم، وهو خروجهم عن الحق.
٦٠ - ﴿وَإِذِ اِسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اِضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ﴾ بيان آخر لنعمه تعالى على بني إسرائيل ومعجزاته لهم ﴿فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اِثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً﴾ انفجرت من الحجر اثنتا عشرة عينا بعدد قبائل بني إسرائيل، وتقدير الخطاب:
فضرب فانفجرت، وحذف المعطوف عليه للإشارة لسرعة الامتثال، حتى كأنّ الإيحاء وضرب الحجر أمر واحد، وأن انفجار الماء بأمره تعالى، كأنّ فعل موسى لا دخل له فيه (الألوسي)، ﴿قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ﴾ كي لا يقتتلوا على الماء ﴿كُلُوا وَاِشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ﴾ استكمال بيان النعم في هذه الآية وما يليها، بعد الأمر بدخول فلسطين، لبيان شناعة معصيتهم وإفسادهم رغم كل هذه النعم والمعجزات لصالحهم ﴿وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ المقصود أنّ إباحة الرزق والنعم لهم كي يستمدّوا منها القوة للقيام بأعباء الرسالة والطاعات والأعمال الصالحة، لا أن تكون باعثا على الشر والعدوان والفساد في الأرض.