للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ﴾ قد يفتح الله تعالى على المسلمين بالنصر المباشر، أو غير المباشر ممّا لم يكن في الحسبان، فيكون ذلك مدعاة لحسرة وندم المنافقين ﴿فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ﴾.

﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ﴾ (٥٣)

٥٣ - ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بعضهم لبعض، تعجبا من أمر المنافقين:

﴿أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ﴾ لأنّ المنافقين سبق أن أقسموا أغلظ الأيمان أنهم مع المؤمنين، ثم تبيّن كذبهم بانكشاف حلفهم مع اليهود والنصارى ﴿حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ﴾ وهو مغزى الآيات (٥١ - ٥٣) لأنّ أعمال المنافقين بنتيجة تحالفهم مع مجتمعات اليهود والنصارى ضد المؤمنين، وتقليدهم، لا تعود عليهم إلا بالفضيحة والخذلان، فيخسرون دنياهم وآخرتهم.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (٥٤)

٥٤ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ﴾ الخطاب استمرار لما سبقه، والمعنى أنّ المسلمين الذين يريدون إنشاء مجتمعات جاهلية، الآية (٥٠)، أو الذين يتخذون اليهود والنصارى أولياء فيتحالفون معهم ضد إخوانهم المسلمين، الآية (٥١)﴾، في أي عصر من العصور، وفي أي مجتمع من المجتمعات، يكونون كمن ارتدّ عن دينه، وبالتالي فإنّ مصير دولتهم إلى الزوال كما هو مذكور في تتمة الآية: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ فتزول دولة المرتدين - المتحالفين مع دول اليهود والنصارى ضد إخوانهم المسلمين، أو المقيمين مجتمعاتهم على أسس جاهلية - ويحل محلّهم أقوام يقيمون مجتمعهم على

<<  <  ج: ص:  >  >>