﴿فبقيت السفينة، أو جنس السفن عامة، آية من آيات الخلق إذ هي دليل على ما أودعه تعالى في عقول البشر من إمكانات الإبداع: ﴿وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ (١٥)
وهذا المثال يتكرر في المجتمعات التي تظلم نفسها بتكذيب النذر السماوية:
﴿فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ﴾ (١٦)
وفي القرآن الكريم الكثير من العبر لمن أراد أن يتذكّر الفطرة السليمة التي فطره الله عليها، ولمن أراد أن يتذكر العهد المأخوذ عليه في الأصلاب [الأعراف ١٧٢/ ٧]: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ (١٧)
فظلموا عقولهم وعموا عن تقييم بعثة هود من حيث جدارتها: ﴿أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذّابٌ أَشِرٌ * سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذّابُ الْأَشِرُ﴾ (٢٣ - ٢٦) وقوله ﴿غَداً﴾ ما يفيد المستقبل إن في الدنيا أو الآخرة.
وقد فتنهم تعالى بناقة سائبة لا مالك لها، فأمرهم نبيهم صالح أن يذروها تأكل في أرض الله وأن يشاطروها مورد الماء، وهو أضعف تعبير عن فعل الخير مع مخلوقات الله الضعيفة، فقابلوه بعقرها إمعانا في إبداء سوء استعدادهم