للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة غافر - ٤٠ - مكية]

هذه أولى سور الحواميم السبعة، أي التي تبدأ بحرفي ﴿حم﴾، وهي: (غافر - فصّلت - الشورى - الزخرف - الدخان - الجاثية - الأحقاف) وقد نزلت جميعا في النصف الثاني من الفترة المكية، وتفتتح ببيان أصالة القرآن الكريم.

[ارتباط السورة بما قبلها]

تركيز سورة الزمر المتقدمة على براهين التوحيد ودحض الشرك، وأنّ أحسن الهدي الإسلام لقوله تعالى: ﴿اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ﴾ [الزمر / ٢٣٣٩]، وأحسن الوحي القرآن: ﴿وَاِتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [الزمر / ٥٥٣٩]، وأنّ الله تعالى كرّم العباد في الدنيا بحرية الخيار بلا إكراه، وحسابهم على الله في الآخرة: ﴿قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر / ٤٦٣٩]، لكنّ الجهلة، الذين لا يميزون الحق من الباطل، مصرّون على اتّباع أوهامهم: ﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ﴾ [الزمر / ٦٤٣٩]، والتكبّر عن الذكر يورد أصحابه موارد الهلاك: ﴿قِيلَ اُدْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [الزمر / ٧٢٣٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>