١٦ - ﴿فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها﴾ يا موسى، أو أيها الإنسان، لأن الخطاب في أول السورة إلى ﴿طه﴾، المعنى: لا يصدّنّك عن الإيمان بالآخرة ﴿مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها﴾ فظنّ أنّ الدنيا نهاية المطاف ﴿وَاِتَّبَعَ هَواهُ﴾ ظانّا أن لا حساب ولا ثواب ولا عقاب، فانهمك في دنياه ونسي آخرته ﴿فَتَرْدى﴾ تصل إلى الهلاك المحتوم، بالدمار الروحاني في الدنيا، إضافة إلى عذاب الآخرة.
﴿وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى﴾ (١٧)
١٧ - ﴿وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى﴾ انتقال الخطاب لبيان المعجزات التي سيقوم بها موسى، والسؤال سؤال تقرير، وهو بداية الحوار عندما كلم الله موسى تكليما، انظر [النساء ١٦٤/ ٤].
١٨ - ﴿قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها﴾ عندما يثقلني الجهد ﴿وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي﴾ أخبط بها أغصان الشجر حتى تتساقط فتأكله الغنم ﴿وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى﴾ كالدفاع عن النفس، وحمل الزاد والماء.
﴿قالَ أَلْقِها يا مُوسى﴾ (١٩)
١٩ - ﴿قالَ أَلْقِها يا مُوسى﴾ قال الرازي إلقاء العصا كناية عن ترك الطلب، أي الاستغناء عن الدنيا، كما كان خلع النعلين كناية عن تحمل المسؤولية وترك الهرب.