يعود اسم هذه السورة لعبارة - الأعراف - التي وردت في الآيتين (٤٦) و (٤٨)، وهنالك شبه إجماع أن السورة مكية بكاملها، وقد نزلت الأعراف قبل سورة الأنعام مباشرة، أي في السنة الأخيرة من إقامة النبي ﷺ في مكة، قبل هجرته إلى المدينة، وأما سبب تأخير نزول الأنعام فهو مبني على ما هو معلوم من التدريج في تلقين الدين ومراعاة استعداد المخاطبين فيه، وفي الأعراف قصص النبيين الذين بعثوا إلى الأمم البائدة، وقصة موسى مع قومه، وإظهار العبر منها بما يدور حول محور السورة، والفرق ظاهر بين ما يراعى من الترتيب في دعوة المشركين وقت البعثة، وما يراعى في تلاوة المؤمنين للقرآن بعد ذلك.
[ارتباط السورة بما قبلها]
في أواخر سورة الأنعام المتقدمة قرأنا قوله تعالى: ﴿وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاِتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأنعام ١٥٥/ ٦]، وتفتتح سورة الأعراف أن القرآن ذكرى للمؤمنين، وإنذار للكفار: ﴿المص * كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف ١/ ٧ - ٢]، وفيه تفصيل كل ما يحتاج إليه الإنسان من أمور الدين والعقائد، ومشتمل على العلم اليقيني لعالم الشهادة والغيب: ﴿وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف ٥٢/ ٧]،
وقد ختمت سورة الأنعام أن الله تعالى رفع بعض الناس فوق بعضهم درجات ليختبرهم فيما آتاهم من العلم أو الغنى أو المقدرة أو السلطة: ﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ﴾ [الأنعام ١٦٥/ ٦]، وتبدأ سورة