للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الأنفال - ٨ - مدنية]

نزلت سورة الأنفال في السنة الثانية من الهجرة بعد وقعة بدر، روي عن ابن عباس قوله إنها نزلت في بدر، وفي لفظ: تلك سورة بدر، فقد اشتملت على تحليل كامل لأول مواجهة عسكرية حاسمة بين قوى الإسلام وقوى الكفر، كما وضعت أسس الجهاد الإسلامي التي بموجبها انتشرت دولة المسلمين ودعوتهم - خلال أقل من قرن من الزمن - من أقصى العالم القديم في الصين، إلى أقصاه في الأندلس.

[الخلفية التاريخية]

خلال شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة وصل إلى علم المسلمين في المدينة أن القافلة التجارية الكبرى التي سبق أن توجهت إلى الشام بقيادة أبي سفيان سوف تبدأ رحلة العودة، وأنها بالتالي سوف تمر بمنطقة المدينة خلال أسابيع، وبالنظر لحالة الحرب التي كانت قائمة بين قريش وبين المسلمين، فقد أخبر النبي أتباعه أنه ينوي مهاجمة القافلة لدى اقترابها من منطقة المدينة، ومن ثمّ تسربت إشاعات هذه الخطة فوصلت أبا سفيان، وهو لم يزل في الشام، فاستفاد من ذلك بأن بعث مراسلا سريعا إلى مكة يطلب النجدة من قريش، إذ كانت قافلته المكونة من حوالي ألف جمل محملة بأنفس البضائع لا يرافقها سوى حراسة خفيفة من حوالي أربعين رجلا، فلمّا أحيطت قريش بالخبر حشدت جيشا كبيرا قاده أبو جهل، ألد أعداء النبي وانطلق بالجيش شمالا يريد حماية القافلة من جهة، ومن جهة ثانية يريد ضرب مسلمي المدينة ضربة قاصمة بزعمه، ومن جهة ثالثة يرهب قبائل العرب بخروجه بهذا الجيش ويظهر أمامها هيبة قريش

<<  <  ج: ص:  >  >>