للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقيامة يوم تبدّل الأرض غير الأرض، والسماوات، انظر [إبراهيم ٤٨/ ١٤]، ﴿وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ لأنّ من كانت هذه مقدرته في الخلق، وهو أهون عليه، لا يغفل عن أعمال عباده صغيرها وكبيرها.

﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ (٣٠)

٣٠ - ﴿ذلِكَ﴾ أي ما أشارت إليه الآيات (٢٦ - ٣٠) من مقدرته تعالى بلا حدود ﴿بِأَنَّ اللهَ﴾ وحده ﴿هُوَ الْحَقُّ﴾ هو الحقيقة الوحيدة في الكون على الدوام ﴿وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ﴾ ما عداه عبارة عن وهم لا وجود حقيقي له، ولا وجود له بذاته، فلا يوجد إلاّ بغيره ﴿وَأَنَّ اللهَ﴾ وحده ﴿هُوَ الْعَلِيُّ﴾ على غيره ﴿الْكَبِيرُ﴾ عن أن يكون له شريك.

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ﴾ (٣١)

٣١ - هذه الآية عطف على الآية (٢٩) لبيان المزيد من الإعجاز:

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ﴾ السفن ﴿تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ﴾ بما سخّر في الخلق من قوانين الفيزياء التي تحكم جريان السفن فوق الماء، وما أودع في عقول البشر من إمكانات للاستكشاف والتقدم العلمي في مجال السفن وغيره ﴿لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ﴾ من معجزاته التي ترونها من المسلّمات ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ﴾ رسالات ﴿لِكُلِّ صَبّارٍ﴾ كثير الصبر على استنباط الأدلّة من الأنفس والآفاق ﴿شَكُورٍ﴾ لله تعالى على ما أنعم به من الخلق والهدى.

﴿وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاّ كُلُّ خَتّارٍ كَفُورٍ﴾ (٣٢)

٣٢ - استمرار الخطاب من الآية المتقدمة: ﴿وَإِذا غَشِيَهُمْ﴾ أي المشار إليهم بالآيات (٢١) و (٢٥)﴾، ﴿مَوْجٌ كَالظُّلَلِ﴾ فارتفع بهم الموج، وهم في عرض

<<  <  ج: ص:  >  >>