للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللجوء إلى المفاوضات للتوصل إلى حلول مقبولة ﴿وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ فيحاسبكم بأعمالكم.

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ﴾ (٧٣)

٧٣ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ﴾ لأن الكفر قاسم مشترك بينهم، ويترتب على ذلك أنهم يتآزرون مع بعضهم البعض ضد الإسلام، ولا يودّون الخير للمسلمين، قال تعالى: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها﴾ [آل عمران ١٢٠/ ٣]، وهذا بالطبع موقف المجتمعات الكافرة تجاه المسلمين، وليس بالضرورة موقف كل فرد منهم ﴿إِلاّ تَفْعَلُوهُ﴾ من التعاضد والإيواء والنصرة بين المسلمين بعضهم بعضا كما ورد في الآية السابقة، وتجنّب موالاة المسلمين للكفار ضد إخوانهم المسلمين ﴿تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ﴾ أي في هذه الحالة قد يفتن المسلمون عن دينهم لوقوعهم تحت الاضطهاد الشديد، دون أن يكون من ينصرهم من إخوانهم، كما حدث في البوسنة والهرسك وكوسوفو، وقد تضطر مجتمعات كاملة منهم للتحول عن الإسلام كما حدث في الأندلس بعد زوال دولة الإسلام عنها، وكما يحدث الآن في العديد من بقاع العالم تحت وطأة الهجمات الكنسية التبشيرية ﴿وَفَسادٌ كَبِيرٌ﴾ بنتيجة الفتنة، ومن ذلك تفكك المسلمين وضعفهم ووقوعهم تحت هيمنة واضطهاد أعدائهم،

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (٧٤)

٧٤ - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ في كل الأزمنة، وليس المهاجرين من مكة قبل الفتح فحسب ﴿وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا﴾ في كل الأزمنة أيضا ﴿أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ لأنّهم صدّقوا إيمانهم بالعمل، وليس بمجرد الكلام والادّعاء ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ﴾ يتجاوز تعالى عن سيئاتهم ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ في نعيم الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>