٩٥ - ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ﴾ أي صدق الله وحده فيما كتبه على البشر من المحرّمات وكذبتم ﴿فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً﴾ التي مال بها عن سبل الضلال وأقام على حقيقة الدين بلا شوائب ﴿وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ فلم يتخذ أربابا من دون الله يحلّلون ويحرّمون حسب أهوائهم.
٩٦ - زعم اليهود أيضا بطلان انتقال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، واتّخذوا ذلك حجّة لإنكار نبوة محمد ﷺ فقالوا ما باله قد حوّل القبلة إلى الكعبة؟ وهو يزعم أنّه جاء مصدّقا لما قبله من الرسل، فقال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ﴾ والمعروف أنّ بناء الكعبة في مكة على يد إبراهيم وإسماعيل ﵉ تمّ قبل بناء المسجد الأقصى الذي بناه سليمان في بيت المقدس بأكثر من ألف عام، فلا جدال في أقدمية الكعبة على بيت المقدس، والنقطة الثانية أن توجّه المسلمين نحو قبلتهم في الكعبة لا يمكن اعتباره خرقا لملّة ابراهيم ﵇، بل على العكس فهو استمرارية لها، وبما أن كتب اليهود والنصارى تقرّ ملّة إبراهيم فليس هنالك من معنى لاعتراضهم، انظر شرح آيات [البقرة ٢/ ١٤٢ - ١٤٤]، أمّا لفظي بكّة ومكّة فهما مترادفان، وكانت العرب تلفظ حرفي الباء والميم أحدهما مكان الآخر.