٩٥ - ﴿قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ﴾ من أي خرج تعرضونه عليّ، فالله تعالى قد أنعم علي بالرزق الروحاني، فضلا عن نعمه الدنيوية ﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾ أساعدكم لوجهه تعالى ﴿أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً﴾ حاجزا بين الجبلين من الردم فلا يصلون إليكم،
٩٧ - ﴿فَمَا اِسْطاعُوا﴾ يأجوج ومأجوج، بعد ذلك ﴿أَنْ يَظْهَرُوهُ﴾ يتجاوزوه على ظهره بالنظر لارتفاعه ﴿وَمَا اِسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً﴾ ولا أن يجعلوا فيه فتحات يدخلوا منها،
٩٨ - ﴿قالَ﴾ ذو القرنين ﴿هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي﴾ للعباد، إذ يمنع العدوان ﴿فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي﴾ يوم القيامة ﴿جَعَلَهُ دَكّاءَ﴾ أرضا مستوية، مدكوكا مسوّى بالأرض ﴿وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾ واقعا لا محالة، وهنا تنتهي فجأة قصة ذي القرنين، ليستأنف الخطاب في الآيات التالية بما تكون عليه الحال يوم القيامة، وأما يأجوج ومأجوج فقد حيكت حولهم الكثير من الأساطير، وزعم البعض أنهم المغول والتتار، أو قبائل شرق آسيوية غيرهم، ولم يثبت ذلك، والظاهر أنها إشارة لا تنطبق على أقوام بعينهم، وإنّما إلى مجموعة من الأقوام والأحداث والكوارث تهدم الحضارات وتسبق وقوع الساعة، انظر آيات [الأنبياء ٩٦/ ٢١ - ٩٧]