للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما تبقّى من كتبهم ﴿ثُمَّ يَتَوَلّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ أعرض زعماؤهم عن الإقرار بما عرفوه في كتبهم من الدلائل فأعرض أتباعهم عن الإسلام.

﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّارُ إِلاّ أَيّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ (٢٤)

٢٤ - ﴿ذلِكَ﴾ أي تولّيهم وإعراضهم سببهما الغرور والافتراء ﴿بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّارُ إِلاّ أَيّاماً مَعْدُوداتٍ﴾ يظنّون أنّهم ناجون في الآخرة بشفاعة أنبيائهم لأنّ الدين عندهم عبارة عن جنسية ينجو صاحبها من العقاب لمجرّد الانتساب إليها بغض النظر عما يرتكبون من جرائم، والعقوبة محدودة بزعمهم ﴿وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ افتروا الأباطيل في كتبهم ثم اغترّوا بها إذ يقولون على الله ما لا يعلمون.

﴿فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ (٢٥)

٢٥ - ﴿فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ يوم الجزاء لا ريب في مجيئه ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ فيكون الجزاء بقدر العمل.

﴿قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٢٦)

٢٦ - ﴿قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ﴾ وهذا القول إشارة إلى غرورهم المشار إليه بالآية (٢٤)﴾، وتأكيد أن الرسالة نزعت منهم كونهم لم يعودوا جديرين بها، والملك إشارة إلى ملك النبوة والرسالة كما في قوله تعالى: ﴿فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾ [النساء ٤/ ٥٤]، فسلطان النبوة يمتد إلى الأرواح والأجساد معا، واتصال الآية بما قبلها أنّ بني إسرائيل كانوا يعتقدون أنّ النبوة محصورة بهم دون غيرهم من الناس، فهنا أخبروا أنّ النبوة نزعت منهم، وأوكلت إلى العرب

<<  <  ج: ص:  >  >>