للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصراعها مع نوازع الشر كما في قوله تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً﴾ [النساء ٢٨/ ٤]: ﴿إِلاّ ما رَحِمَ رَبِّي﴾ إلا النفوس التي رحمها الله تعالى بالعصمة كنفس يوسف ﴿إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ استغفرت ربها واسترحمته مما ظهر منها.

وهنا نلاحظ أن رواية العهد القديم أغفلت جميع التفاصيل المذكورة في الآيات (٥٠ - ٥٣).

﴿وَقالَ الْمَلِكُ اِئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ (٥٤)

٥٤ - بعد ما ظهر للملك من مزايا يوسف ما ظهر من سمو الخلق من أمانة واستقامة وطهارة قال: ﴿وَقالَ الْمَلِكُ اِئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ أجعله خالصا لنفسي دون العزيز، أي ليكون ساعدا لي وحدي في الدولة والحكم، عقلا مدبرا وإرادة تحسم أمور الدولة، وأمانة تحفظها ﴿فَلَمّا كَلَّمَهُ﴾ أتوا به فكلمّه الملك وحاوره ورأى حسن جوابه ومنطقه ونقاشه ﴿قالَ﴾ له الملك ﴿إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ﴾ لك المكانة التي تستطيع بها تنفيذ خطة الصلاح ﴿أَمِينٌ﴾ مؤتمن على كل شيء، جدير بموقع المسؤولية، وذلك تكليف من الملك لم يطلبه يوسف لنفسه.

﴿قالَ اِجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ (٥٥)

٥٥ - ﴿قالَ﴾ يوسف للملك مستجيبا لطلبه ﴿اِجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ﴾ أرض مصر، والمقصود اجعلني أمينا على خزائن أقوات مصر فأتصرف في الشأن المالي الاقتصادي وفي الموارد والمصادر وأحتاط خاصة قبل سني الجدب السبعة القادمة ﴿إِنِّي حَفِيظٌ﴾ عليها، بحكم أمانتي وإخلاصي ﴿عَلِيمٌ﴾ بالتصرف بها وفق مصلحة الناس، بحكم كفاءتي ومعرفتي بالوسائل، مما يمكنني من تحقيق التوازن الاقتصادي للبلد في أوقات الجدب وأوقات الرخاء، فأكون في مستوى الثقة التي توسمتها فيّ، قال ذلك لكونه صاحب رسالة يريد من خلال

<<  <  ج: ص:  >  >>