اختلفوا في كونها من أواخر السور المكية أم من أوائل السور المدنية.
[ارتباط السورة بما قبلها]
في سورة القدر بيان لبدء نزول القرآن الكريم على البشرية بما هو خير من ألف شهر أو إشهار أيّ رسالة أخرى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر ٣/ ٩٧]، وفي هذه السورة أنّ من أهل الكتاب والمشركين من أصرّ على الإنكار، وأصمّ أذنيه، وأغلق عقله عن الحق حتى بعد نزول القرآن: ﴿وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [البينة ٤/ ٩٨].
[محور السورة]
الله تعالى لم يكن ليترك أهل الكتاب والمشركين على ضلالهم بلا بعث الرسل إليهم وعرض الهداية عليهم، لقوله: ﴿وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء ١٥/ ١٧]، وقوله: ﴿ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ﴾ [الأنعام ١٣١/ ٦]، وقوله جلّ ثناؤه: ﴿وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [التوبة ١١٥/ ٩].