للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿بل إن الله تعالى يظهر أحقادهم إلى العلن فلا تبقى مستورة: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ﴾ (٢٩)

وأن بإمكان المؤمن الصادق فرز المنافقين من سلوكهم ولو لم تكن بهم علامات فارقة: ﴿وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ﴾ (٣٠)

ومع علمه تعالى بالغيب فإنه يختبر الناس بظهور أفعالهم إلى حيّز العلن فيبرز استعدادهم الفعلي للتضحية بأموالهم وأنفسهم في سبيله وليس بمجرد النوايا:

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ﴾ (٣١)

فيظهر منهم المنافقون الذين أصرّوا على الكفر والجحود، ولا يعود الضرر إلاّ عليهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ﴾ (٣٢)

وبعد بيان مآل الكفار والمنافقين تحذر السورة المؤمنين أن يحذو حذوهم:

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ﴾ (٣٣)

ثم تعود السورة إلى النقطة التي بدأت منها بالآية (١): ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ﴾ (٣٤)

وتبيّن أن الهوان على المعتدين واستجداء السلام منهم لا يليق بالمؤمنين ما داموا على الحق، فالله تعالى لا يضيع أعمالهم: ﴿فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ﴾ (٣٥)،

ومع أن الحياة الدنيا لعب ولهو في جنب الآخرة فإن الله تعالى لا يفرض على المؤمنين التضحية بجميع أموالهم بل بجزء يسير منها - الزكاة ربع العشر فقط -:

﴿إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦)﴾،

<<  <  ج: ص:  >  >>