للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - ﴿وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾ أي تتبّعي أثره ﴿فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ﴾ أبصرته عن بعد ﴿وَهُمْ﴾ فرعون وآله ﴿لا يَشْعُرُونَ﴾ أنها تتبّعه، أو أنها أخته.

﴿وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ﴾ (١٢)

١٢ - ﴿وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ﴾ لم يقبل الرضاعة من أحد من المرضعات ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ من قبل مجيء أخته (فَقالَتْ) أخته لآل فرعون ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ﴾ يضمنون رضاعه والقيام بمصالحه ﴿وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ﴾ لا يقصّرون في خدمته وتربيته.

﴿فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (١٣)

١٣ - ﴿فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ﴾ بهذا اللطف والتقدير ﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ﴾ بل تسعد به ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ﴾ علم ظهور إلى حيّز الواقع، وليس فقط علم إيمان ﴿وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ أكثر الناس غافلون عن ذلك.

﴿وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاِسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ (١٤)

١٤ - ﴿وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاِسْتَوى﴾ قوي جسمه، واعتدل عقله، انظر [الأحقاف ١٥/ ٤٦]، ﴿آتَيْناهُ حُكْماً﴾ حكمة، للحكم بين الحق والباطل، وتمييز الخطأ من الصواب ﴿وَعِلْماً﴾ روحانيا من وحي النبوة ﴿وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ الواضح من آية [الشعراء ٢٠/ ٢٦] أن موسى توصّل إلى هذا المنزلة بعد الأحداث المذكورة بالآيات (١٥ - ٢٢) -

﴿وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>