للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الخطأ، ولو شاء لغيّر سننه في بني آدم بأن جعلهم مجبرين غير مختارين، كجنس الملائكة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ﴿فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ﴾ دعهم وما يختلقون من الكذب على أنفسهم، وما عليك أيها الرسول إلا البلاغ، ولله تعالى سنن في الهداية لا تتغير، وحسابهم على الله.

﴿وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلاّ مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اِسْمَ اللهِ عَلَيْهَا اِفْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ (١٣٨)

١٣٨ - ﴿وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ﴾ وهذا نوع ثالث من أحكامهم الفاسدة، أولها أن جعلوا لغير الله نصيبا من الحرث والأنعام (الآية ١٣٦)، وثانيها أنهم كانوا يقتلون أولادهم (الآية ١٣٧)، والثالث أن حرّموا على البعض أكل بعض الأنعام والزروع التي خصّصوها لآلهتهم بزعمهم، والحجر بمعنى المحجور أي الممنوع أو المحرّم التصرف به ﴿لا يَطْعَمُها إِلاّ مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ﴾ لا يأكلها - أي الأنعام والحرث التي حجروها - إلاّ خدم الأوثان، والرجال منهم فقط دون النساء، حسب زعمهم ﴿وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها﴾ أي حرّموا ركوبها ﴿وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اِسْمَ اللهِ عَلَيْهَا﴾ بل يذكرون عليها أسماء أوثانهم وآلهتهم عند التضحية بها ﴿اِفْتِراءً عَلَيْهِ﴾ كذبا على الله تعالى، لأنه لم يأمرهم بذلك ﴿سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ سوف يلاقوا جزاءهم بما كانوا يفترون الكذب على الله.

﴿وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ (١٣٩)

١٣٩ - ﴿وَقالُوا﴾ وهو نوع رابع من فنون كفرهم، وأحكامهم السخيفة في التحريم والتحليل ﴿ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ﴾ التي حرّموها ﴿خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا﴾ ما في بطون الأنعام من اللبن أو الأجنّة خصّصوه للذكور

<<  <  ج: ص:  >  >>