للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واثقهم به، وأمرهم بالعدل، وعد الذين آمنوا منهم وقاموا بالأعمال الصالحة بالمغفرة، وهي ستر الذنوب وتكفيرها، وبالأجر العظيم وهو الثواب والجنة.

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ﴾ (١٠)

١٠ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ﴾ وهم الذين كفروا بالله ورسله، أو آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض، أنظر آية [النساء:

٤/ ١٥٠]، لا ينفعهم عمل مع الكفر والتكذيب.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاِتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (١١)

١١ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ﴾ أي بالبطش والقتل والغصب ﴿فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ﴾ المقصود تذكير المؤمنين الذين كانوا مستضعفين في بداية الدعوة بأنه تعالى كفّ أيدي الكفار عنهم، ومنعهم من الوصول إلى مبتغاهم إلى أن قوي الإسلام وصارت له السيطرة، والآية من ثمّ تشير إلى ضعف الجماعات الإسلامية في بداية نشوئها، في كل العصور وفي كل المجتمعات، حينما تهمّ قوى الشر بالبطش بها ﴿وَاِتَّقُوا اللهَ﴾ أيها المؤمنون حتى يكون التوفيق الإلهي معكم، وحتى يكفّ تعالى أيدي الكفار عنكم ﴿وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ أمر تعالى المؤمنين بالتقوى ثم بالتوكل، والتقوى تكون بالطاعة وبذل الجهد في الوقاية من السوء.

﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اِثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ﴾ (١٢)

١٢ - بعد أن أوجبت السورة الوفاء بالعقود إجمالا، الآيات (١ - ١١)، تنتقل هنا إلى بيان ميثاق بني إسرائيل المأخوذ عليهم وعدم وفائهم به، ونقضهم العهود:

<<  <  ج: ص:  >  >>