لأنهم مقيمون، وكان عمر ﵁ ينهى أهل مكة عن الاعتمار في موسم الحجّ ﴿وَاِتَّقُوا اللهَ﴾ فيما فرض عليكم ﴿وَاِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ لمن عصاه.
١٩٧ - ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ هي شوال وذو القعدة وذو الحجة لأن نية الحجّ والإحرام لا تنعقد إلاّ فيها ﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ﴾ أي أوجب على نفسه الحج في هذه الأشهر بالنية أو الإحرام ﴿فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ﴾ بمعنى النهي عنهما في الحجّ، والرفث ما يتعلّق بالجماع ويدخل تحته فحش القول، والفسوق هو المعاصي ﴿وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ﴾ لا خلاف في مواعيد الحجّ ومناسكه، ولا نسيء، فقد استقام أمره الآن، والنسيء هو التلاعب بأوقات الأشهر الحرم، كانوا يفعلونه في الجاهلية ليناسب أغراضهم كالغزو في الأشهر الحرم وغيره، كما كانوا يختلفون في المناسك ﴿وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى وَاِتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ﴾ كان بعضهم يتحرّج من التزوّد للحجّ بحجّة أنهم ضيوف الرحمن ثمّ يتطفّلون على الناس، فأمرهم تعالى بالتزوّد لسفر الدنيا، كما أرشدهم إلى زاد الآخرة الذي هو التقوى، وبيّن لهم أنّ زاد الآخرة خير من زاد الدنيا.
١٩٨ - ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ﴾ لا مانع من طلب الرزق وقت الحج بالتجارة ونحوها، فذلك مباح في أثناء الحجّ على ألا يسبّب نقصانا في العبادة، وعلى أن يكون المرء خلالها مستحضرا ذكر الله ﴿فَإِذا﴾