للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ (٢٦)

٢٦ - بعد أن دعا تعالى عباده إلى دار السلام، ذكر ما يحصل لهم فيها من السعادة: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا﴾ أعمالهم ﴿الْحُسْنى﴾ المثوبة الحسنى، أو المنزلة الحسنى في الجنة ﴿وَزِيادَةٌ﴾ فوق استحقاقهم تفضّلا منه تعالى، وشبيه بذلك قوله عزّ من قائل: ﴿لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور ٣٨/ ٢٤]،

﴿وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ﴾ لا يرهق وجوههم ما يرهق أهل النار من السواد والهوان ﴿أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾.

﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ (٢٧)

٢٧ - ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ﴾ بالشرك والمعاصي ﴿جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها﴾ بلا زيادة عليها، بمقتضى العدل ﴿وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ يرهقهم الهوان ﴿ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ﴾ فلا ينتفعون بالشركاء المزعومين والأولياء والشفعاء والزعماء والأسياد ﴿كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً﴾ وجوههم سوداء، كأنما ألبست قطعا من الليل المظلم، وبالإضافة لكونه حقيقة، قد يكون مجازا عن فضيحة الذنوب والخزي ﴿أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾.

﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيّانا تَعْبُدُونَ﴾ (٢٨)

٢٨ - بعد أن بينت الآية السابقة أن الذين كسبوا السيئات ﴿ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ﴾، تؤكد هذه الآية عدم نفع الشركاء لهم: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً﴾ يوم البعث ﴿ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ﴾ قفوا للحساب، كي نفصل بينكم، فيما كان من سبب عبادتكم لمن جعلتموهم

<<  <  ج: ص:  >  >>