للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفضل - إن لم تكن غافلة - وتغيير ما بالأنفس يشمل الأفكار والمفاهيم، والنتيجة أنه تعالى يغير ما بالقوم حتما إن هم غيروا ما بنفوسهم، وقد منح تعالى الأفراد القدرة على تغيير ما بنفوسهم لكي تتغير أقوامهم فتنتقل من حالة إلى أخرى، وقد أشار القرآن الكريم لذلك في سورة الشمس بقوله تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَما سَوّاها * فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها * وَقَدْ خابَ مَنْ دَسّاها﴾ [الشمس ٧/ ٩١ - ١٠]،

﴿وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً﴾ بما كسبت أيديهم وما هي عليه نفوسهم ﴿فَلا مَرَدَّ لَهُ﴾ يخليهم تعالى لأنفسهم وعاقبة عملهم، فلا يملك أحد دفع السوء عنهم ﴿وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ﴾ يلي أمرهم ويدفع السوء عنهم، لأن الأفراد في هذه الحالة يكونون قد فقدوا القدرة على تزكية نفوسهم بعد أن أفسدوها بما لا يرجى صلاحه وعجزوا عن العودة إلى جادة الصواب، وذلك معنى الطبع أو الختم على القلوب، فتهلك الأمة بالنتيجة، وصيرورة الأقوام على هذا النحو من السوء إنما هو بعملهم وسعيهم وليس أنه تعالى فرض ذلك عليهم ابتداء.

ثم يعود خطاب السورة لبيان دلائل قدرته تعالى ووجود خطة إلهية كامنة في الخلق ومغزى منه:

﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ﴾ (١٢)

١٢ - بيان المزيد من الآيات: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً﴾ من صواعقه، كما سيرد في الآية التالية ﴿وَطَمَعاً﴾ في الغيث ﴿وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ﴾ المحمّل بالمطر.

﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ﴾ (١٣)

١٣ - ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ﴾ تعبيرا عن عظمته وتنزيها له عن كل نقص، ففي كل شيء في الخلق تجسيد لتسبيح الله لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء ٤٤/ ١٧]، ﴿وَالْمَلائِكَةُ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>