للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قراءة ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ﴾ فيعود الضمير في كليهما إلى المذكور بقوله ﴿أَغَيْرَ اللهِ﴾.

وفي قراءة أيضا ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ﴾ فيعود الضمير الأول إلى الله تعالى، والضمير الثاني إلى المذكور بقوله ﴿أَغَيْرَ اللهِ﴾، وكل هذه القراءات تؤدي المعنى نفسه.

﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ﴾ استمرار الخطاب للنبي ، فهو أول من أسلم من أمّته، وهو أيضا أول المسلمين قاطبة لأنه أكملهم إيمانا وعملا، وهو معلّمهم وقدوتهم وسيّدهم ﴿وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ المطلوب الجمع بين الإسلام وبين البراءة من الشرك بكافة أشكاله.

﴿قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (١٥)

١٥ - ﴿قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ لأنه أكمل المسلمين وأوّلهم إيمانا وعملا - الآية السابقة -، وهو أيضا قدوتهم، فالخوف من عاقبة المعصية - وهو معصوم عن الذنوب - ومن ثمّ إتقاؤها، موجود عنده كما يجب أن يكون عند كل مؤمن.

﴿مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾ (١٦)

١٦ - ﴿مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ﴾ أي من يصرف عنه عذاب ذلك اليوم فقد رحمه تعالى الرحمة الكبرى ﴿وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾ وهو النجاة من عذاب الآخرة.

﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (١٧)

١٧ - ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ الضرّ هو سوء الحال، والمعنى أن الله تعالى يكشف

<<  <  ج: ص:  >  >>