﴿وَعَصَوْا رُسُلَهُ﴾ بعصيانهم هود، لأن الرسل تأتي برسالة واحدة متكاملة ﴿وَاِتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ﴾ وهم العوام والدهماء اتبعوا أمر الزعماء والرؤساء الطغاة بتقليدهم والخضوع لهم، والعنيد من يدرك الحق ويرفضه.
٦١ - وهذه هي القصة الثالثة من قصص الأنبياء المذكورة في هذه السورة:
﴿وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً﴾ معطوف على قبله الآية (٥٠)﴾، ولتفاصيل المناطق التي سكنتها ثمود راجع شرح آية [الأعراف ٧٤/ ٧]، وقد وردت قصة ثمود بتفصيل متنوع وبعبر مختلفة في سور الأعراف، وهود، والشعراء، والنمل، ووردت باختصار وبمعلومات وعبر متممة في سور الإسراء، وفصّلت، والذاريات، والقمر، والحاقة، والشمس ﴿قالَ يا قَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ﴾ دعوته لهم إلى التوحيد ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ﴾ بدأ خلقكم منها ﴿وَاِسْتَعْمَرَكُمْ فِيها﴾ جعلكم عمّارها وسكانها، وهو الممدّكم بأسباب العمران والنعم، وذلك من الأدلّة على وجود الخالق وعلى وحدانيته إذ كرّم الإنسان بالعقل وبالمقدرة على التصرّف ﴿فَاسْتَغْفِرُوهُ﴾ من الشرك ومن ذنوبكم ﴿ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ ارجعوا إليه كلما وقع منكم ذنب أو خطأ، ولا تعودوا إلى ما أنتم عليه من الشرك والضلال ﴿إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ﴾ قريب من عباده ﴿مُجِيبٌ﴾ لدعاء السائلين، فلا يخفى عليه استغفاركم وتوبتكم.