للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة ٥/ ٥] وفيه دليل أن الغرض من تحليل نكاح الكتابيات هو تألف قلوب أهل الكتاب ودعوتهم إلى الإسلام وتعريفهم بحقيقته عن طريق انتشاره بين أهل المرأة، انظر تفسير آية [المائدة ٥/ ٥]، أما من يتزوج الكتابية وهو يرى نفسه دونها ويحرص على تقليد قومها من النصارى ويسمح لها بتنصير أولاده فيكون قد خالف الغرض الذي هدف إليه الشارع من تحليل نكاح الكتابيات ﴿وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾ تحريم زواج المسلمة من المشرك من أي أصناف الشرك، بمن فيهم الكتابي، وفي قول عمر : «المسلم يتزوّج النصرانية، ولا يتزوّج النصراني المسلمة»، وقد كره عمر مع ذلك زواج المسلم من الكتابيّة وأمر طلحة وحذيفة أن يطلّقا زوجتيهما الكتابيتين ﴿أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النّارِ﴾ المشركون والمشركات يدعونكم إلى العمل بما يدخلكم النار ﴿وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ﴾ أي بتوفيقه إلى العمل الذي يؤدّي بالإنسان إلى الجنّة والمغفرة، ﴿وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ الله تعالى يبيّن للناس الحكمة من الشريعة، لعلهم يتّعظون ويستقيمون عليها.

﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ (٢٢٢)

٢٢٢ - ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتّى يَطْهُرْنَ﴾ تعبير عن حرمة الجماع وقت الحيض ﴿فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ﴾ وهو تحريم الشذوذ ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ المراد منه التنزيه عن الذنوب، لأنّ الذنب نجاسة روحانية كما في قوله تعالى ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾ [التوبة: ٩/ ٢٨]، ففي ترك الذنوب طهارة روحانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>